تزخر الصناعة الألمانية بكثير من الأسماء الرنانة في عالم السيارات (وطبعاً في معظم المجالات الصناعية)، وتتراوح من مرسيدس إلى أوبل، نعم أوبل الاسم الأقل بريقاً في الصناعة الألمانية، وربما بسبب انتمائه إلى العملاق الأمريكي جنرال موتورز.
ومع ذلك تبقى أوبل لاعباً رئيسياً في عالم السيارات، ووجهاً بارزاً في ساحة السيارات الأوروبية، عبر إنتاجها لسيارات أكثر واقعية من نظيراتها الألمانية (عدا VW) مخاطبة الشريحة الأكبر من الناس، مما ساهم في تجاوز معدل إنتاجها السنوي لرقم الـ 2 مليون سيارة سنوياً، أي أكثر من ضعف مرسيدس أو BMW أو أودي.
وتنافس أوبل معظم السيارات الأوروبية جنباً إلى جنب مع مواطنتها الأقوى فولكس فاغن، خاصة الفرنسيين والإيطاليين، وتنتج طرازات شعبية منوعة (طبعاً في أوروبا، وليس في سوريا!)، من أبرزها طرز آسترا الهتشباك الكبير الحجم، والذي ينافس عديد الطرازات الأوروبية والعالمية، كالغولف من VW و308 من بيجو على سبيل المثال لا الحصر.
ورغم محدودية انتشار أوبل في سوريا في السنوات القليلة الماضية نسبياً، رغبنا بالقيام بتجربة لإحدى أبرز سيارات هذه الألمانية وأكثرها حضوراً ألا وهي الآسترا، لنؤكد بأن أوبل ألمانية أصيلة....
التصميم الخارجي:
سنمتدح في هذه الفقرة تصميم الآسترا كثيراً، وسيقول قائلاً منكم بأننا متحيزين للتصاميم الأوروبية، وربما نحن كذلك، ولكننا لن نهتم بصراحة، لأن الخطوط الأوروبية تبتدع لتبقى وتزيد إعجاب الناظر إلى سيارتهم مرة بعد مرة، بعكس معظم الصانعين الآخرين الذي يخف حماس خطوط سياراتهم كثيراً مع مرور الزمن.
المقدمة حادة الخطوط ومكسرة، وأبرز معالمها الخط المنصف للسيارة والذي يمتد من المقدمة إلى المؤخرة، مخترقاً خطوط لوحة القيادة والمقصورة أيضاً! في خطوة غير مسبوقة من قبل.
الأضواء الأمامية حائرة في شكلها، ما بين المثلث والمستطيل أو شبه المنحرف! ولكنها غاية في الجاذبية والجمال التصميمي الحديث، وترفع الأضواء الدائرية الشكل تحت زجاج الأضواء، من التضارب في الشكل العام للمقدمة ما بين الخطوط الدائرية والخطوط الحادة! في تناسق فريد كلياً.
ويتوسط الأضواء شبك تهوية من الكروم الذي يرفع من المستوى العام للسيارة، ويمتد بشكل غير مباشر إلى الصادم الأمامي الذي يحتوي على أضواء ضباب دائرية الشكل، ويبرز أيضاً في المقدمة الخطوط على غطاء المحرك والزجاج الكبير كعادة معظم السيارات الحديثة.
وتمتد الخطوط المنكسرة إلى الجانب الأنيق جداً، من خلال وجود خط بارز في منتصف الأبواب وأسفل الزجاج، المرسوم بشكل رياضي الأنفاس إلى حد ما، وترفع الخطوط الحادة للأضواء الأمامية والخلفية الممتدة إلى جانب الآسترا من شراسة هذه الألمانية، دون إغفال دور العجلات المصنوعة من الكروم على شكل 10 أذرع....
المؤخرة متناسقة تماماً مع المقدمة، عبر الخط المنصف الممتد والأضواء الحادة التصميم وخط الكروم الواصل بينها والصادم الكبير الحجم.
ويحق لأوبل أن تفتخر بما أبدع مصمميها في عملهم على رسم الآسترا الرشيقة والساحرة الجمال....
المقصورة:
الانطباع الأول الذي سيتشكل للمرء عند الجلوس في المقصورة، هو الدقة والجودة العاليتين في بناء الهيكل والمقصورة، والعناية بأصغر التفاصيل، فالمواد المستعملة في بناء المقصورة ولوحة القيادة وفرش المقاعد رفيعة المستوى، وتفصح عن الجودة الألمانية وبراعة صنعتها...
لوحة القيادة عصرية جداً وحديثة، وابرز ما فيها هو الخط المنصف المتكامل مع الخط الخارجي! والاستخدام المكثف للألمنيوم فيها، الأمر الذي يحول المقصورة من مقصورة سيارة عائلية التوجه، إلى مقصورة سيارة رياضية الطابع!
ويعزز هذا الطابع أشكال الأزرار وفتحات التهوية والمقود الثلاثي الأذرع ولوحة العدادات المقسومة إلى ثلاث عدادات دائرية محاطة بإطارات من الألمنيوم.
ويوجد في أعلى وسط لوحة القيادة شاشة إلكترونية صفراء تعرض الكثير من المعلومات الخاصة بمسجل الـ CD MP3الراقي النقاوة، والمكيف الرقمي العالي الفعالية، فضلاً عن كومبيوتر الرحلة، ومن التجهيزات المتعددة والمتنوعة في السيارة نذكر أيضاً، فتحة السقف البانورامية والنوافذ والمرايا الكهربائية، والتي تطوى كهربائياً أيضاً، ومؤشر لضغط الهواء في الإطارات، ومثبت السرعة وإمكانية التحكم بالمسجل عن طريق أزرار موجودة على المقود، وتجهيزات للهاتف، وأضواء الزينون وأنظمة الـ ABS و الـ ESP وأكياس الهواء الأمامية والجانبية، وغيرها كثير من المواصفات التي تضع الآسترا على رأس هذه الفئة بفضل مواهبها المتعددة.
العملانية ليست في صالح الآسترا كثيراً، فلا وجود لحاملات الأكواب، على الرغم من الجيب الكبير والمقسوم في لوحة القيادة والذي من الممكن تبريده، كما أنه لا يتوفر الكثير من الجيوب الموزعة في المقصورة، وضيق المساحات على مستوى العرض، غير أن المقاعد الأمامية مريحة وكبيرة والمساحات المخصصة للرؤوس لن يشكُ منها سوى العمالقة! أما المساحات المخصصة للأقدام فتعتبر مقبولة إلى حد الرضا، بعكس العرض الذي يجعل من جلوس 3 أشخاص أمراً غير مزعجاً....
الصندوق الخلفي كبير الحجم ويتسع لمعظم ما تحتاج العائلة لنقله، وفي حال رغبت بتحميل أمتعة أكثر أو أكبر فبإمكانها طي الصف الخلفي من المقاعد...
المحرك وعلبة السرعة:
المحرك الألماني هو المحرك الأول في العالم، وحتى اختراع معظم المحركات، ما لم نقل جميعها، تم على أيادي الألمان، لذلك لا شك بأن المحرك الألماني متفوق الأداء بالشكل الذي لا يمكن أن يخذل مالكه، بغض النظر عن الشركة الصانعة، وهذا ما يمكننا إسقاطه على محرك الآسترا، المكون من أربع أسطوانات متتالية، و 16 صماماً، وبسعة 1.6 لتر ويولد 115 حصاناً عند 6000 دورة في الدقيقة وعزماً أعظمياً يبلغ 15 كغ.م عند 4000 دورة في الدقيقة، وينقل الحركة إلى العجلات الأمامية عن طريق علبة سرعات متطورة باسم "ايزي ترونيك" تشبه في عملها عمل علبة السرعات تيبترونيك، ولكن بشكل أقرب إلى حد ما إلى علبة السرعات اليدوية.
وينقل هذا المحرك السيارة من التوقف إلى سرعة 100 كم/سا في غضون حوالي 12 ثا، ويصل بها إلى سرعة قصوى بحدود الـ 180 كم/سا، ويمتاز أيضاً بمعدل استهلاكه المنخفض للوقود، إذ يستطيع السير بالسيارة مسافة تتجاوز الـ 250 كم لكل 20 لتراً من الوقود كمعدل وسطي، الأمر الذي سيسر مالك هذه السيارة خاصة مع الارتفاع في أسعار الوقود.
على الطريق:
مقصورة معزولة بشكل رائع، ثبات متفوق، راحة ركوب قل نظيرها، تسارع جيد، محرك نشيط......
وغيرها من السمات التي تمتاز بها أبنت أوبل، فمحركها نشيط ومتجاوب وقوي الأداء يمنحها تسارع أكثر من مقبول وسرعة تخترق بها الهواء بانسيابية وهدوء بفضل تصميمها المتطور، وأنظمة تعليق تؤمن ثبات عالي وراحة ركوب مقبولة جداً، بالرغم من صلابة أنظمة التعليق، كما يؤمن حسن عزل المقصورة عن الأصوات والضوضاء، جواً مميزاً للراغبين بالتنعم ببعض الهدوء.....
علبة السرعات تؤمن الراحة أثناء القيادة عند وضعها على الوضع الأوتوماتيكي، والمتعة في القيادة عند التحول إلى الوضع اليدوي، مما يزيد من روعة هذه السيارة بفضل تطور علبة سرعاتها.
المقود حساس جداً وسلس الأداء ومريح، والفرامل ترفع من ثقة السائق بفضل قوتها ومتانتها دون نسيان دور نظام الـ ABS في تفعيل عملية الفرملة، وعلينا أن لا ننسى أبداً نظام التحكم بالثبات الـ ESP والذي يلعب دوراً هاماً في عملية السلامة النشطة (الحد من وقوع الحوادث).
وختاماً، لا يسعنا القول سوى بأننا استمتعنا بتجربة أوبل آسترا كثيراً، وحازت على إعجابنا في كثير من نقاطها، كالتصميم الخارجي والداخلي وجود البناء وغنى التجهيزات ورقي الأداء، غير أن امتلاكها يتطلب قدرات مالية ليست بالمحدودة، فثمنها ليس بالثمن القليل، فما بالكم بصيانتها....
الايجابيات | السلبيات |
تصميم ساحر | غياب حاملات الأكواب |
جودة بناء من المستوى الرفيع | ضيق المساحات على مستوى العرض |
من الأكثر تجهيزاً في فئتها | سعر مرتفع نسبياً |
محرك ممتاز |
|
ثبات متفوق |
|
السيارة | أسترا هاتشباك 1.6 إيزي ترونيك |
المحرك | أمامي عرضي على شكل L(متتالي) |
عدد الأسطوانات | 4 |
عدد الصمامات | 16 |
سعة المحرك (سم³) | 1598 |
الاستطاعة (حصان/د.د) | 115/6000 |
عزم المحرك (كغ متر/د.د) | 15/4000 |
الاندفاع | شد أمامي |
علبة السرعة | 5/تيبترونيك |
المكابح(أمام/خلف) | أسطوانة مهواة/ أسطوانة |
العجلات والإطارات | 15-65 /195 |
الطول/العرض/الارتفاع/قاعدة العجلات(مم) | 4249/1753/1460/2614 |
سعة صندوق الأمتعة (لتر) | 350-1300 |
سعة خزان الوقود (لتر) | 52 |
التسارع من 0 إلى 100 كم (ثا) | 12.5 |
السرعة القصوى | 185 |
استهلاك الوقود الوسطي(كم/20 لتر) | 300 |
السعر مع الفراغ | 1885000 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارجو من الزوار المشاركة بتعليقاتهم والاجابة على التعليقات