تضم فئة سيارات السيدان المتوسطة أسماء مميزة وناجحة للغاية، لعل هوندا سيتي واحدة من أبرزها، فيكفي أن تسمع باسم أي طراز من طرازات هوندا حتى يتبادر إلى ذهنك مباشرةً المستوى الراقي من الجودة والاعتمادية اليابانية العالية.
وهوندا سيتي بشهرتها العالمية التي كونتها عبر أجيالها الأربعة بدءاً من العام 1981، عادت لتحييها من جديد في العام 2008 مع الجيل الخامس الجديد كلياً، بقدرات أكبر وحضور أقوى يتخلله شخصية تصميمية مغامرة وجريئة، مستفيدةً من حملة التطوير الجذري التي شنتها الشركة اليابانية على كافة طرازاتها خلال السنوات القليلة الماضية.
ولتُعرف موقع ويكيموتور متابعيه وزوار موقعه الكرام ، بسيتي الجيل الخامس بشكل مفصل يتناول أدق تفاصيلها بأيجابياتها وسلبياتها، كان لنا وقفة مع النسخة الوحيدة منها المتوفرة في السوق بمحرك سعة 1.5 لتر مع علبة سرعات أوتوماتيكية بتجربة القيادة المفصلة التالية.
التصميم الخارجي:
إن أحد أهم أسباب ضعف الجيل ما قبل الأخير من هوندا سيتي الذي امتد عمره من عام 2002 وحتى 2008 هو الشكل الخارجي السيء، والمفتقر للجاذبية والانسجام بشكل عام. ولكن هوندا استطاعت مع الجيل الخامس حل تلك المشكلة وابتكار تصميم يعتبر الأجمل في فئته بفضل النقلة النوعية التي حملت سيتي إلى عصر جديد كلياً.
من الأمام تبرز المقدمة وهي مشبعة بالخطوط والتفاصيل الرائعة، من أبرزها الخطين القادمين من الجانب ليضيقان شيئاً فشيئاً باتجاه نهايات المقدمة حاصرين بينهما غطاء المحرك، والأضواء الأمامية الأنيقة بزواياها الحادة وشكلها الشرس، وشبك التهوية الجديد في الوسط بشكله الجميل على شكل شفرات عرضية متموجة كأجمل ملامح المقدمة، كذلك غطاء المحرك القصير والمنحدر نحو الأسفل والحاوي على خطين مميزين للغاية يتكاملان مع خطوط الشبك من الأعلى بشكل حرف H كما في شعار هوندا. وأخيراً يأتي الصادم الأمامي ليكمل اللوحة ويضيف بخطوطه النافرة والمرسومة بدقة بالغة وحرفية عالية، تناغماً واضحاً مع الشكل العام للمقدمة.
الخطوط الجانبية أنيقة والانسجام الذي كان غائباً في الجيل السابق بات واضحاً اليوم، وهناك خط حيوي يصل ما بين نهاية انسحاب الأضواء الأمامية ونهاية الأضواء الخلفية مروراً بقبضات الأبواب الكرومية، وتكتمل الأناقة والحداثة أكثر مع العجلات الجميلة التصميم بقياس 16 بوصة، ومؤشرات الانعطاف على المرايا الجانبية.
المؤخرة بدورها تتمتع بالأناقة اللازمة، وقد حاولت هوندا تجميلها بأبسط شكل ممكن عبر الأضواء الجميلة بلونها الأحمر الفاقع وشكلها الهندسي خماسي الأضلاع إن صح وصفه، والزجاج الخلفي الواسع والصادم الكبير والخالي من التعقيدات التصميمية، وأخيراً بعض اللمسات الكرومية على غطاء الصندوق وفتحة العادم الدائرية لتمنح السيارة مظهراً رياضياً.
أخيراً تعود هوندا لتثبت لنا عبر تصميم السيتي الجديدة بأنها ما زالت تغامر وتقامر في عالم التصميم، وأنها نجحت مرة أخرى في شد انتباهنا ولفت نظرنا بشدة نحو هذه السيدان الحيوية لديها، والتي ترجمت فيها أفكارها الصريحة والتي بتنا نراها اليوم على جميع أفراد العائلة اليابانية الشهيرة والسابقة لعصرها.
المقصورة الداخلية:
هوندا وإن لم تكُ أكثر صانع سيارات يهتم بما يسمى "The Interior Design" أو التصميم الداخلي؛ فهي من الأكثر! إذ أنه من الجميل لا بل من الرائع أن تدخل إلى مقصورة سيارة الهوندا سيتي الجديدة لتجدها كشقيقاتها خصوصاً السيفيك، بتصميم مستوحى من مركبات الفضاء تحديداً بشكل عجلة القيادة المحتوية على أزرار للتحكم وخلفها عتلات لتبديل السرعات. ومن النواحي الجمالية الأخرى لوحة القيادة بخطوط مقوسة بشكل تشعرك بأنها تحتضنك، ولوحة العدادات الدائرية والرياضية والتناغم الواضح بين مكونات المقصورة وزهو ألوانها...
الحقيقة أن شعار مقصورة سيتي الجديدة هو الجودة والعمليّة، فالمواد المستخدمة في بناء المقصورة جيدة جداً ومستوى الجودة أول ما يلفت نظرك عند تأملها، وإن كانت مليئة بالبلاستيك حتى عند الزينة، إلا أنه يتمتع بمظهر مرضي وملمس يوحي بالمتانة والتماسك.
المقاعد جيدة ومريحة في الأمام، بيد أنها (معقولة فقط) في الخلف إذ ينقصها بضعة سنتيمترات لتصبح جيدة، سواء على صعيد راحة الأرجل أم الأكتاف فهي تكفي لأن تكون مخصصة لراكبين خلفيين ليشعروا بالراحة المنشودة، إلا أن هناك ميّزة لا تقدر بثمن في مقعد سيتي الخلفي، وهي إمكانية إرجاع الظهر قليلاً إلى الخلف ما يسمح للركاب بمزيد من الاسترخاء خاصة على طرقات السفر.
عملية الصعود إلى مقصورة سيتي والنزول منها تتم بشكل سلس بفضل ارتفاعها الجيد عن الأرض، ووضعية الجلوس تميل للارتفاع عن الطريق قليلاً خصوصاً في الخلف.
تجهيزات المقصورة غنية جداً في فئتها، فباستثناء فتحة السقف والفرش الجلد والمكيف الرقمي، هناك المرايا والنوافذ الكهربائية، والقفل المركزي مع جهاز تحكم عن بعد، ومسجل CD-MP3 مع مداخل AUX وi-Pod وUSB ومزود بأربع بفلات للصوت بنقاوة مميزة، وأزرار تحكم بالمسجل على المقود وعتلات تبديل السرعات خلفه كما ذكرنا، وتحكم بارتفاع الأضواء الأمامية من الداخل وكيسي هواء وأنظمة عديدة منها ABS ونظام توزيع قوة الكبح إلكترونياً EBD ونظام دخول السيارة وتشغيلها بدون مفتاح، فضلاً عن سنادة اليد وحاملات الأكواب في الأمام والخلف...
صندوق الأمتعة استثنائي ومن الحجم الكبير جداً، وليس ذلك مقارنةً مع سيارات فئتها فحسب، بل حتى مع فئات تفوقها حجماً، فصندوق السيتي يتسع لـ 506 لتراً بينما يتسع في السيفيك الأكبر منها 389 لتراً أي يفوقه بحوالي 117 لتراً، وقس ذلك على باقي المنافسات!!
المحرك وعلبة السرعة:
ابتكار المحركات الاقتصادية والقوية موهبة من مواهب هوندا، فمحرك سيتي المتوفرة في السوق وفي سيارة التجربة من عائلة i-VTEC بسعة 1.5 لتر مؤلف من أربع أسطوانات و16 صماماً، يولد 118 حصاناً عند 6,600 دورة في الدقيقة، أما العزم فيبلغ حوالي 15 كغ.م عند 4,800 دورة في الدقيقة، وتنتقل الحركة إلى العجلات الأمامية عبر علبة سرعات أوتوماتيكية من 5 نسب أمامية، ويمتاز هذا المحرك بمعدل استهلاكه الجيد للوقود كمتوسط تجاوز حدود الـ 260 كم لكل 20 لتراً من الوقود فعلية عند تجربتنا للسيارة على الطريق...
على الطريق:
سيتي من اسمها تذهب بك إلى مفهوم السيارات العملية والمفيدة جداً للتنقل ضمن أروقة المدن، فسيتي لا ينتظر منها أداء رياضي يقترن بشكلها الهجومي وقوامها الرشيقة، إلا أنها ستكون عند حسن ظنك بكل تأكيد عند الامتحان.
المحرك عصبي ويتحدث بصوت مرتفع قليلاً، إلا أنه مطيع ومتجاوب ويقدم كامل أحصنته كذلك علبة السرعة سلسة ومرنة، والمقصورة معزولة بشكل رائع وركوبها مريح للغاية وممتع، وبالنسبة للثبات فهو جيد وأكثر من مقبول على المنعطفات بفضل نظام التعليق القاسي بشكل طفيف والمطور على سيتي الجديدة، من نوع ماكفيرسون لمزيد من الثبات والمتانة حتى على المطبات والحفر، أما من جهة المقود فهو رائع قلباً وقالباً ودقيق التوجيه، والمكابح لا يمكن نعتها إلا بالمرضية والموثوقة.
الخلاصة أن هوندا قدمت لنا طراز باتت شهرته وموثوقيته تسبق اسمه، فسيارات هوندا عموماً تعتبر من بين أكثر السيارات جودةً واعتمادية على الإطلاق وفي أنحاء العالم أجمع، فتلك الشعارات باتت تقاليد وأعراف لدى هذا الصانع الياباني الأصيل، والخصال المعهودة لدى هوندا متوفرة في سيتي الجديدة، ابتداءً بالمحرك القوي والاقتصادي، وصولاً إلى الأداء الواثق والمقصورة العمليّة والتجهيزات الغنية وانتهاءً بالسعر المنطقي على اعتبار أنها سيارة يابانية تنافس أسماء عتيدة كالمازدا 3 ونيسان تيدا سيدان وغيرها وتطفو نسبياً عن قريناتها الكوريات والمرتفع نسبياً مقارنة بدخل المواطن ضمن الفئة المتوسطة. ولو أنها تتوفر في سوقنا بخيارات أوسع للمحركات وعلب السرعة والتجهيزات لتضاعف حضورها ربما على طرقاتنا.
الإيجابيات | السلبيات |
تصميم عام مميز وسباق | سعر مرتفع نسبياً |
تجهيزات متكاملة | راحة الجلوس في الخلف تقل عن الطموح |
أداء مرضي ومقصورة مريحة ومعزولة |
|
صندوق أمتعة الأكبر في فئته |
|
السيارة | هوندا سيتي 1.5 أوتوماتيك |
المحرك | أمامي عرضي بشكل( L متتالي) |
عدد الأسطوانات | 4 |
عدد الصمامات | 16 |
سعة المحرك (سم³) | 1497 |
الاستطاعة (حصان/د.د) | 118/6600 |
عزم المحرك (كغ متر/د.د) | 14.8/4800 |
الاندفاع | شد أمامي |
علبة السرعة | 5/أوتوماتيك |
المكابح(أمام/خلف) | أقراص مهواة/طبلة |
العجلات والإطارات | 16-55 /185 |
الطول/العرض/الارتفاع/قاعدة العجلات(مم) | 4420/1695/1470/2550 |
سعة صندوق الأمتعة (لتر) | 506 |
سعة خزان الوقود (لتر) | 42 |
التسارع من 0 إلى 100 كم (ثا) | - |
السرعة القصوى | - |
استهلاك الوقود الوسطي (كم/20 لتر) | 300 |
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارجو من الزوار المشاركة بتعليقاتهم والاجابة على التعليقات