تشكل منظومة القوى فى سياراتنا مجتمع مصغر من العاملين ، كل فى موقعه بمهام محددة بسيطة كانت أو معقدة ليساهم فى الوصول إلى هدف محدد جمعت كل تلك الأجزاء من أجله ، فبينما يبدو المحرك كآلة لإنتاج القوة ، نجد داخله عدة اسطوانات تحتضن عشرات المكونات المساهمة فى عملية التغذية والاحتراق وإنتاج مزيد من قوة الدفع التى تتحرك فى شكل دائرى ممثلة للصيغة النهائية للقوة .
وبينما يبدو نظام التعليق كممتص للصدمات يغنيك عن الاتصال المباشر بالطريق ، تعمل عشرات الوصلات المعدنية والبلاستيكية إلى جانب عدة قطع هيدروليكية لتحسين تماسك سيارتك على الطريق وتوجيهها عبر المنعطفات وتوفير المزيد من الراحة داخل المقصورة .
والى جانب تلك الأمثلة تأتى العجلات الأربعة ، والتى تعد آخر العاملين فى منظومة السيارة وواحدة من أهم أجزاء السيارة – إن لم تكن الأهم على الإطلاق – نظراً لما تمثله من حلقة وصل بين الطريق وكافة المكونات السابقة ، فتلك العجلات هى التى تحول حركة دوران بسيطة إلى أداء ملموس للسيارة ، وتلك العجلات أيضا هى من يحدد العقيدة التى ستتبعها السيارة فى انطلاقتها سواء كانت الدفع أو الجر .
فلكل نظام من أنظمة الدفع مميزات وعيوب ، منها ما يصلح لأسطح محددة لا تستجيب لقوى الدفع ، ومنها ما يرفض الرضوخ لأوامر قوة الجر ، ومنها حتى من يأبى التعامل مع محور للعجلات دون الآخر ، لذا وعلى مدى أكثر من قرن شهد عالم السيارات العديد من أنظمة الدفع بين أمامية وخلفية ورباعية وكلية ، يعمل كل منهم فى اتجاه ليعالج مشكلات ويعانى من أخرى فى صراع لم يحسب بعد حول نظام الدفع الأفضل .
ولكى نقف على مدى فعالية كل من تلك أنظمة المختلفة ، نستعرض لكم أنظمة الدفع الثلاث مميزاتها وعيوبها حتى يتعرف قراءنا على النظام الأنسب والأكثر ملائمة لاحتياجاتهم .
الدفع الأمامى
يعد نظام الدفع الأمامى أكثر أنظمة الدفع انتشاراً فى تاريخ عالم السيارات ، فبداية من التجربة الأولى لها النظام على عربة " جراف اند ستيفت " المزودة بمحرك أمامى ونظام دفع أمامى ، ومروراً بعمليات تطوير معقدة استمرت لسنوات حتى كللت بنسخة ناجحة قادرة على التعامل مع متطلبات العملاء على يد مهندسى سيتروين .
ففى عام 1934 قدمت سيارة " سيتروين تراكشن افانت " مثالاً رائعاً على السيارات العملية الاقتصادية العاملة بنظام الدفع الأمامى لتبدأ عهد جديد من أنظمة الدفع ، وعلى الرغم من نجاح سيارة " تراكشن افانت " إلا أن منظومة الدفع الأمامى استمرت فى التطور على الجانب الأمريكى والأوروبى ، فتسابقت شركات السيارات من فرنسا وبريطانيا وايطاليا على تطوير نسخة أكثر عملية واقتصادية واقل هدراً للطاقة من منظومة الدفع الأمامية حتى جاء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وساهمت مجريات الأحداث فى تغيير مسار تلك التطورات .
فبينما يعانى العالم من نقص المواد البترولية واتجاه القارة الأوروبية إلى السيارات الصغيرة الاقتصادية خرجت عدة تصميمات جديدة إلى النور ساهمت فى تنشيط معدل التطوير على منظومة الدفع الأمامى ، منها سيارة " اوستن مينى " ، وشركة سيمكا الفرنسية التى طورت سيارة تعتمد على فكرة تثبيت ناقل الحركة على خط واحد خلف المحرك عرضى الوضعية .
وتلت تلك المحاولة مزيد من التطوير من أودى وسوبارو ورينو وبيجو فى مجال الدفع الأمامى ، مع تعديل بعض التصميمات المستخدمة لتشمل وضعية محرك طويلة ونقاط تثبيت مختلفة للمحرك وناقل الحركة ، والى جانب هذا الصراع اعتمدت الصناعة الأمريكية بشكل كبير على هذا النهج الجديد والذى ظهر على أشده فى نهاية السبعينيات بانطلاق سيارات مثل " بلايموث هوريزون " و " دودج اومنى " ، وكذلك التحول الأوروبى الكامل الذى أغرى العالم بتلك الفكرة الجديدة عبر طرازات " سيتروين DS " و " رينو 12 " و " رينو 5 " و " فولكس فاجن باسات " و " الفاروميو 33 " .
وعلى الرغم من المشكلات التى عانى منها صناع السيارات فى تلك الفترة من أنظمة الدفع الأمامى ، إلا أن تلك الأنظمة بما تقدمه من مميزات استطاعت الصمود حتى اليوم لتسيطر على العديد من فئات السيارات .
فعلى جانب المميزات تأتى الأفضلية لأنظمة الدفع الأمامى فى معدل التماسك بفضل الثقل الذى عادة ما يوفره لها المحرك فى الأمام ، وهو ما يوفر للدفع الأمامى ميزه التسارع الأفضل إضافة إلى القدرة على الاستفادة القصوى من قوة وعزم المحرك بفضل قصر الوصلات الناقلة للحركة من المحرك للعجلات والتى يساعد طولها فى إهدار قدر من القوة .
كذلك يوفر معدل التماسك الأفضل لمنظومة الدفع الأمامى قدرة متميزة على صعود المرتفعات والسير على الأسطح الزلقة ( مقارنة بالدفع الخلفى ) ، ولأن منظومة الدفع الأمامى تعد اقل حجماً واقل عدداً فى المكونات فهى أكثر اقتصادية فى التشغيل والتكلفة ، بجانب توفير الدفع الأمامى لبعض المساحات داخل المقصورة كالبروز المرتفع وسط أرضية المقصورة فى حالة نظام الدفع الخلفى .
وبقدر الانتشار الكبير لأنظمة الدفع الأمامية تأتى تلك المنظومة بالكثير من المشكلات ، ومعظمها مشكلات تتعلق بأداء السيارة ، حيث تعانى تلك النوعية من منظومات الدفع من تحمل العجلات الأمامية للكثير من المهام وهو ما يمنعها من الحركة بحرية ويجعل مهمة التوجيه والدفع فى نفس الوقت اقل فاعلية فى المنعطفات من نظيرتها الموجودة فى سيارات الدفع الخلفى .
فعلى سبيل المثال تعرف سيارات الدفع الأمامى بمشكلة الـ " UnderSteer " التى تظهر فى المنعطفات الحادة ، وهى عبارة عن قصور مقدمة السيارة بسبب وزنها الثقيل من التجاوب مع العجلات فى المنعطفات ، مما يؤدى إلى التفاف مقدمة السيارة فى الاتجاه المرغوب بدرجة اقل من درجة دوران العجلات وهو ما قد يؤدى إلى حادثة .
أيضا تعانى سيارات الدفع الأمامى من مشكلة أخرى تعرف باسم " Torque Steer " ، وهى مشكلة تظهر فى السيارات المزودة بمحرك قوى ، حيث تؤثر القوة المرسلة إلى العجلات الأمامية فى تغيير اتجاهها تلقائيا إذا لم يتدخل السائق للحفاظ على اتجاه العجلات ، علماً بأن منظومة الدفع الأمامى عادة ما لا تستطيع استيعاب محركات مرتفعة القوة نظراً لاعتمادها على مكونات تنقل القوة عبر مفاصل متحركة يصعب تحملها لمقدار من القوة إلا بتعديلات صارمة تضعها خارج دائرة سيارات الاستخدام اليومية .
في حال أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشر هذا الموضوع عبر أدوات المواقع الاجتماعية التالية: ايقونة فيس بوك وتويتر و +1 فى الشريط التالى
وبينما يبدو نظام التعليق كممتص للصدمات يغنيك عن الاتصال المباشر بالطريق ، تعمل عشرات الوصلات المعدنية والبلاستيكية إلى جانب عدة قطع هيدروليكية لتحسين تماسك سيارتك على الطريق وتوجيهها عبر المنعطفات وتوفير المزيد من الراحة داخل المقصورة .
والى جانب تلك الأمثلة تأتى العجلات الأربعة ، والتى تعد آخر العاملين فى منظومة السيارة وواحدة من أهم أجزاء السيارة – إن لم تكن الأهم على الإطلاق – نظراً لما تمثله من حلقة وصل بين الطريق وكافة المكونات السابقة ، فتلك العجلات هى التى تحول حركة دوران بسيطة إلى أداء ملموس للسيارة ، وتلك العجلات أيضا هى من يحدد العقيدة التى ستتبعها السيارة فى انطلاقتها سواء كانت الدفع أو الجر .
فلكل نظام من أنظمة الدفع مميزات وعيوب ، منها ما يصلح لأسطح محددة لا تستجيب لقوى الدفع ، ومنها ما يرفض الرضوخ لأوامر قوة الجر ، ومنها حتى من يأبى التعامل مع محور للعجلات دون الآخر ، لذا وعلى مدى أكثر من قرن شهد عالم السيارات العديد من أنظمة الدفع بين أمامية وخلفية ورباعية وكلية ، يعمل كل منهم فى اتجاه ليعالج مشكلات ويعانى من أخرى فى صراع لم يحسب بعد حول نظام الدفع الأفضل .
ولكى نقف على مدى فعالية كل من تلك أنظمة المختلفة ، نستعرض لكم أنظمة الدفع الثلاث مميزاتها وعيوبها حتى يتعرف قراءنا على النظام الأنسب والأكثر ملائمة لاحتياجاتهم .
الدفع الأمامى
يعد نظام الدفع الأمامى أكثر أنظمة الدفع انتشاراً فى تاريخ عالم السيارات ، فبداية من التجربة الأولى لها النظام على عربة " جراف اند ستيفت " المزودة بمحرك أمامى ونظام دفع أمامى ، ومروراً بعمليات تطوير معقدة استمرت لسنوات حتى كللت بنسخة ناجحة قادرة على التعامل مع متطلبات العملاء على يد مهندسى سيتروين .
ففى عام 1934 قدمت سيارة " سيتروين تراكشن افانت " مثالاً رائعاً على السيارات العملية الاقتصادية العاملة بنظام الدفع الأمامى لتبدأ عهد جديد من أنظمة الدفع ، وعلى الرغم من نجاح سيارة " تراكشن افانت " إلا أن منظومة الدفع الأمامى استمرت فى التطور على الجانب الأمريكى والأوروبى ، فتسابقت شركات السيارات من فرنسا وبريطانيا وايطاليا على تطوير نسخة أكثر عملية واقتصادية واقل هدراً للطاقة من منظومة الدفع الأمامية حتى جاء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وساهمت مجريات الأحداث فى تغيير مسار تلك التطورات .
فبينما يعانى العالم من نقص المواد البترولية واتجاه القارة الأوروبية إلى السيارات الصغيرة الاقتصادية خرجت عدة تصميمات جديدة إلى النور ساهمت فى تنشيط معدل التطوير على منظومة الدفع الأمامى ، منها سيارة " اوستن مينى " ، وشركة سيمكا الفرنسية التى طورت سيارة تعتمد على فكرة تثبيت ناقل الحركة على خط واحد خلف المحرك عرضى الوضعية .
وتلت تلك المحاولة مزيد من التطوير من أودى وسوبارو ورينو وبيجو فى مجال الدفع الأمامى ، مع تعديل بعض التصميمات المستخدمة لتشمل وضعية محرك طويلة ونقاط تثبيت مختلفة للمحرك وناقل الحركة ، والى جانب هذا الصراع اعتمدت الصناعة الأمريكية بشكل كبير على هذا النهج الجديد والذى ظهر على أشده فى نهاية السبعينيات بانطلاق سيارات مثل " بلايموث هوريزون " و " دودج اومنى " ، وكذلك التحول الأوروبى الكامل الذى أغرى العالم بتلك الفكرة الجديدة عبر طرازات " سيتروين DS " و " رينو 12 " و " رينو 5 " و " فولكس فاجن باسات " و " الفاروميو 33 " .
وعلى الرغم من المشكلات التى عانى منها صناع السيارات فى تلك الفترة من أنظمة الدفع الأمامى ، إلا أن تلك الأنظمة بما تقدمه من مميزات استطاعت الصمود حتى اليوم لتسيطر على العديد من فئات السيارات .
فعلى جانب المميزات تأتى الأفضلية لأنظمة الدفع الأمامى فى معدل التماسك بفضل الثقل الذى عادة ما يوفره لها المحرك فى الأمام ، وهو ما يوفر للدفع الأمامى ميزه التسارع الأفضل إضافة إلى القدرة على الاستفادة القصوى من قوة وعزم المحرك بفضل قصر الوصلات الناقلة للحركة من المحرك للعجلات والتى يساعد طولها فى إهدار قدر من القوة .
كذلك يوفر معدل التماسك الأفضل لمنظومة الدفع الأمامى قدرة متميزة على صعود المرتفعات والسير على الأسطح الزلقة ( مقارنة بالدفع الخلفى ) ، ولأن منظومة الدفع الأمامى تعد اقل حجماً واقل عدداً فى المكونات فهى أكثر اقتصادية فى التشغيل والتكلفة ، بجانب توفير الدفع الأمامى لبعض المساحات داخل المقصورة كالبروز المرتفع وسط أرضية المقصورة فى حالة نظام الدفع الخلفى .
وبقدر الانتشار الكبير لأنظمة الدفع الأمامية تأتى تلك المنظومة بالكثير من المشكلات ، ومعظمها مشكلات تتعلق بأداء السيارة ، حيث تعانى تلك النوعية من منظومات الدفع من تحمل العجلات الأمامية للكثير من المهام وهو ما يمنعها من الحركة بحرية ويجعل مهمة التوجيه والدفع فى نفس الوقت اقل فاعلية فى المنعطفات من نظيرتها الموجودة فى سيارات الدفع الخلفى .
أيضا تعانى سيارات الدفع الأمامى من مشكلة أخرى تعرف باسم " Torque Steer " ، وهى مشكلة تظهر فى السيارات المزودة بمحرك قوى ، حيث تؤثر القوة المرسلة إلى العجلات الأمامية فى تغيير اتجاهها تلقائيا إذا لم يتدخل السائق للحفاظ على اتجاه العجلات ، علماً بأن منظومة الدفع الأمامى عادة ما لا تستطيع استيعاب محركات مرتفعة القوة نظراً لاعتمادها على مكونات تنقل القوة عبر مفاصل متحركة يصعب تحملها لمقدار من القوة إلا بتعديلات صارمة تضعها خارج دائرة سيارات الاستخدام اليومية .
في حال أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشر هذا الموضوع عبر أدوات المواقع الاجتماعية التالية: ايقونة فيس بوك وتويتر و +1 فى الشريط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارجو من الزوار المشاركة بتعليقاتهم والاجابة على التعليقات