توفى مفتى الجماعة الإسلامية المصرية، الشيخ عمر عبد الرحمن، اليوم السبت،
فى أحد السجون الأمريكية، بعد تدهور حالته الصحية إثر صراع شديد مع المرض،
بحسب ما ذكرت ابنته.
كما قال ابنه، محمد عمر عبدالرحمن، إن السلطات الأمريكية أبلغت أسرته منذ قليل بوفاة والده، موضحا أن "الإجراءات التى سيتم اتخاذها تتمثل فى رجوع الجثمان لمصر ودفنه بها، حيث إن هذه هى وصية الشيخ عمر".
كان جهود مكثفة تُبذل منذ صباح اليوم، لنقل عمر عبد الرحمن إلى قطر، وذلك بعد إبلاغ الإدارة الأمريكية لزوجة الشيخ عائشة عبد الرحمن استعدادها لترحيله إلى أى بلد عربى أو إسلامى ترغب فى استقباله، بعد تدهور صحته وفقدانه القدرة على النطق والحركة.
عمر عبد الرحمن من مواليد مدينة الجمالية بالدقهلية عام 1938، فقد البصر بعد 10 أشهر من ولادته، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره كان قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملا، وحصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، ودرس فيها حتى تخرج فى 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
الشيخ عمر صار معروفا بمعارضته الشديدة لنظام الرئيس السابق أنور السادات، ومن هنا رشحه كرم زهدى، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية فى مصر، لمنصب زعامة الجماعة والمفتى، ورغم أن كان هناك ترشيحات عديدة، مثل رفاعى سرور وحافظ سلامة، لكن كل منهما رفض، فاستقر الأمر على اختيار الدكتور عمر ليصير زعيما ومفتيا للتنظيم الجديد.
وفى سبتمبر 1981 صدر ضده قرار بالاعتقال ضمن قرارات اعتقالات سبتمبر الشهيرة التى أطلقها السادات، لكنه تمكن من الهرب، حتى قبض عليه فى أكتوبر 1981.
وفى السجن قاد عبود الزمر جبهة واسعة من كافة المجموعات الجهادية، وكان من أهدافها استغلال الزخم الإعلامى المصاحب لعملية محاكمة تنظيم الجهاد من أجل إعلان فكر الجهاديين والترويج له.
تمت محاكمته فى قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكـرية، بتهمة التحريض على اغتيال الرئيس، فبرأته المحكمة، لكنه ظل محبوسا، حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة قيادة تنظيم الجهاد وتولى مهمة الإفتاء بالتنظيم، وحصل على البراءة أيضا فى هذه القضية.
وخرج عمر من السجن فى أكتوبر 1984، وعاد مرة أخرى لممارسة دوره فى الدعوة والعمل الإسلامى فى إطار الجماعة الإسلامية، وحاولت الأجهزة الحكومية الحد من حركته، فعرضوا عليه أن يولوه الخطابة فى مسجد كبير بمدينة الفيوم التى كان يقيم فيها، وكان هدفهم من ذلك تحجيمه فى الفيوم فقط بطريقة غير مباشرة، وقد فهم الشيخ عبد الرحمن ذلك فرفض ذلك العرض، مفضلا أن يكون داعية حرا يجوب البلاد.
سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليقيم فى ولاية نيوجرسى، واعتقل هناك بتهمة التورط فى تفجيرات مركز التجارة العالمى بنيويورك عام 1993، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد.
فى 2003، عرضت أمريكا على مصر تسلمه ورفضت مصر وقتها، وعرضت قطر على أمريكا ومصر استقبال الشيخ ولكن مصر رفضت.
فى 2012 وعد المعزول محمد مرسى، بالعمل على إخلاء سبيل الشيخ عمر، فى خطابه فى التحرير، لكنه لم ينجح فى ذلك.
وبعد فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا وتوليه المنصب، تم منع الأدوية والأنسولين عن الشيخ عمر، وكان مصاب بسرطان فى البنكرياس، بالإضافة إلى مرض السكر.
من جهة أخرى، تداولت أنباء عن أن الإدارة الأمريكية قامت بحملة تخويف وتهديد لمحامى الشيخ، وهو أمريكى الجنسية فلسطينى الأصل، مما أدى إلى انسحابه من القضية، وقامت أسرة الشيخ عمر بالبحث عن محام جديد.
وفى آخر مكالمة بعد منع الأدوية، صرح الشيخ عمر لأولاده بأنها قد تكون آخر مكالمة له، بسبب منع الأدوية، وهو ما أدى لتدهور حالته الصحية بشكل سريع.
وستتواصل الأسرة مع محاميه بالولايات المتحدة، رمزى كلارك، لإنهاء إجراءات نقل الجثمان وشحنه إلى مصر، تنفيذا لوصيته.
في حال أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشر هذا الموضوع عبر أدوات المواقع الاجتماعية التالية: ايقونة فيس بوك وتويتر و +1 فى الشريط التالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارجو من الزوار المشاركة بتعليقاتهم والاجابة على التعليقات